الاستخبارات الأمريكية: الصين أكبر تحدٍّ.. وشي يواجه صعوبات داخلية

اعتبر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) وليام بيرنز، الخميس، أن الصين هي أكبر تحدٍّ جيوسياسي تواجهه الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينج يواجه صعوبات كبيرة داخلياً.

وقال بيرنز في حديث خلال فعالية للسياسة الخارجية بجامعة "جورج تاون" في واشنطن، إن لدى الرئيس الصيني "طموحات جادة للسيطرة على جزيرة تايوان"، التي تتمتع بالحكم الذاتي، وتعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ من أراضي. مشدداً على ضرورة "عدم التقليل" من هذه الطموحات.

وشدّد مدير الاستخبارات المركزية الأميركية على أن الصراع بشأن تايوان سيكون له "عواقب وخيمة على جميع الأطراف المعنية".

وقال بيرنز أيضاً إن "من المحتمل أن يكون الرئيس الصيني مندهش من الأداء الضعيف للجيش الروسي" في الحرب الأوكرانية، واعتبر أن "من الخطأ التقليل من التزام الصين وروسيا المتبادل بشأن شراكتها الثنائية".

وبالموازاة مع تصريحات بيرنز، أعلن "البنتاجون" أنه يتعقب منطاد تجسس صينياً يحلق عالياً فوق الولايات المتحدة. وبناء على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن، بحث وزير الدفاع لويد أوستن وكبار المسؤولين العسكريين إسقاط المنطاد، لكنهم قرروا في نهاية المطاف أن ذلك قد يعرض الكثير من الأشخاص على الأرض للخطر، حسبما صرح مسؤول دفاعي كبير للصحافيين.

شي يستقبل بلينكن في بكين

وتأتي هذه التطورات، قبيل زيارة مرتقبة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بكين، يومي 5و6 فبراير الجاري، يبحث خلالها العديد من القضايا الثنائية.

وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أنه من المتوقع أن يلتقي بلينكن مع الرئيس الصيني في بكين، مما يجعله أول وزير خارجية أميركي يلتقي الرئيس الصيني منذ ما يقرب من 6 سنوات وأول وزير في إدارة الرئيس جو بايدن يزور الصين.

ونقلت الصحيفة عن عدد من الأشخاص المطلعين على الخطط بشأن الزيارة، أن بلينكن سيجتمع مع شي خلال زيارته التي تستغرق يومين وتبدأ الأحد المقبل.

ويزور بلينكن الصين بعد أن اتفق بايدن وشي في بالي بإندونيسيا نوفمبر الماضي على ضرورة إيجاد طرق لتحقيق الاستقرار في العلاقات الأميركية الصينية المضطربة.

وتمثل زيارته المتوقعة مرحلة جديدة من الانخراط المكثف بين البلدين بعد فترة صعبة للغاية ازدادت تعقيداً بسبب جائحة كوفيد-19.

وستزور وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الصين في وقت لاحق من هذا العام، وفقاً للصحيفة. والتقت يلين مع ليو خه، أكبر مسؤول اقتصادي صيني، في زيوريخ الشهر الماضي.

وقال دينيس وايلدر، الذي كان كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون آسيا في عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش: "إذا قرر الرئيس شي جين بينج الاجتماع مع الوزير بلينكن، فسيكون ذلك بمثابة إشارة أخرى ضمن سلسلة من الإشارات الأخيرة من الرئيس الصيني عن الرغبة في تغيير نمط، إن لم يكن جوهر، العلاقات بين الولايات المتحدة والصين".

وأضاف وايلدر أنه: "من الواضح أن الرئيس شي، منذ نهاية سياسته (صفر كوفيد) الكارثية، يتبنى موقفاً أكثر ليونة يهدف جزئياً لإقناع الشركات الأميركية بعدم نقل سلاسل التوريد الخاصة بها بعيداً عن الصين"، على حد تعبيره.

 لكن رحلة بلينكن المتوقعة إلى بكين تأتي في الوقت الذي لا تزال فيه العلاقات بين القوتين غارقة في أسوأ حالاتها منذ أن أقامت الولايات المتحدة والصين علاقات دبلوماسية في عام 1979، بحسب الصحيفة.

وتصاعدت التوترات في أغسطس عندما أجرت الصين مناورات عسكرية واسعة النطاق رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي لتايوان.

توقعات متشائمة

وتأكيداً على التوترات، قال جنرال كبير في سلاح الجو الأميركي مؤخراً إنَّ الولايات المتحدة والصين ستخوضان على الأرجح حرباً بشأن تايوان في عام 2025، في مذكرة مسربة سريعاً ما رفضها البنتاجون، باعتبارها لا تعكس وجهة نظر إدارة بايدن.

وسلطت المذكرة الضوء على القلق المتزايد في واشنطن بشأن الصين. وأنشأ مجلس النواب الذي يقوده الجمهوريون مؤخراً لجنة جديدة ستركز حصرياً على الصين.  

ومن المتوقع أيضاً أن يلتقي بلينكن مع وانج يي، كبير مسؤولي السياسة الخارجية الصينية الذي حلَّ مؤخراً محل يانج جيتشي. كما سيلتقي مع تشين جانج، السفير الصيني السابق لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الحالي، وفقاً لـ"فاينانشيال تايمز".

قضايا عالقة

وسيكون بلينكن، في حال القيام بالزيارة، أول وزير خارجية يلتقي شي في الصين منذ زيارة ريكس تيلرسون في عام 2017، وهو العام الأول لإدارة الرئيس السابق دونالد ترمب. وعندما ذهب مايك بومبيو، الذي خلف تيلرسون، إلى الصين في العام التالي، لم يعقد اجتماعاً مع شي.

وتأتي زيارة بلينكن في الوقت الذي لا يزال فيه البلدان على خلاف حول مجموعة من القضايا، بما في ذلك النشاط العسكري الصيني حول تايوان، ورفض بكين إدانة غزو روسيا لأوكرانيا، وترسانتها النووية الآخذة في التوسع بسرعة، بحسب تعبير "فايننشال تايمز".

وتشعر الصين بالإحباط من تحركات بايدن لتقييد قدرتها على الحصول على التكنولوجيا الأميركية المتقدمة، بما في ذلك أشباه الموصلات.

وتوصلت الولايات المتحدة واليابان وهولندا مؤخراً إلى اتفاق يهدف إلى تقييد بيع أدوات صناعة الرقائق إلى الصين، بينما أطلقت واشنطن ونيودلهي هذا الأسبوع العديد من المبادرات التكنولوجية الطموحة لمواجهة الصين.

ومن المتوقع أن يبدأ وزراء صينيون زيارة الولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا العام قبل اجتماع منتدى "أبك" في سان فرانسيسكو في نوفمبر. ويأتي هذا الحدث بعد شهرين من قمة مجموعة العشرين في الهند التي من المتوقع أن يحضرها بايدن وشي.