تحقيق: اختطاف أطفال أوكرانيين وعرضهم للتبني في روسيا

استطاع تحقيق أجرته صحيفة "فاينانشال تايمز" الأمريكية، أن يحدد هوية أطفال أوكرانيين اختطفوا وآخرين انقطعت أخبارهم خلال الحرب الروسية في أوكرانيا، وكشف التحقيق أن كثيراً من هؤلاء يتم عرضهم للتبني في روسيا.

وتمكنت الصحيفة من تأكيد المعلومات باستخدام أدوات التعرف على الصور والسجلات العامة، بالإضافة إلى المقابلات مع المسؤولين الأوكرانيين وأقارب الأطفال، وحددت فاينانشال تايمز 4 أطفال أوكرانيين على موقع التبني المرتبط بالحكومة الروسية.

ويظهر أحد الأطفال باسم روسي جديد وعمر مختلف عن الوثائق الصادرة عن الحكومة الأوكرانية، وطفل آخر وضع له نسخة روسية من اسمه الأوكراني، ولا يوجد ذكر للخلفية الأوكرانية لأي من الأطفال وفق التحقيق.

تطابق

واختطف الأطفال من دور رعاية الدولة وفُصلوا عن أولياء أمورهم وأقاربهم في بلدات عبر المناطق الجنوبية والشرقية من أوكرانيا التي سقطت تحت سيطرة الجيش الروسي في عام 2022.

وانتهى الأمر بالأطفال الذين تعقبتهم فاينانشال تايمز والذين تم تأكيد هوياتهم مع عائلاتهم من قبل السلطات الأوكرانية في منطقة "تولا" بالقرب من موسكو وفي منطقة أورينبورغ بالقرب من الحدود الكازاخستانية، وتم نقل أحد الأطفال إلى شبه جزيرة القرم.

وتم تأكيد 17 تطابقاً إضافياً حددتها فاينانشال تايمز على موقع التبني على أنهم أطفال أوكرانيون في تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً، وجميعهم من دار أطفال في خيرسون.

خوف واعتداءات

ورفض آباء وأقارب الأطفال الأربعة الذين حددتهم فاينانشال تايمز التحدث عن وضعهم بالتفصيل، مشيرين إلى مخاوف من أن موسكو قد تحبط عودتهم إلى ديارهم.

لكن عائلات أخرى تم نقل أطفالها قسراً إلى روسيا وعادوا إلى أوكرانيا رووا تجارب مروعة خلال فترة وجودهم في البلاد، حيث سمحت موسكو لبعض الأطفال بالعودة إلى أوكرانيا إذا جاء أقاربهم أو الأوصياء عليهم إلى روسيا لاستلامهم.

وتحدث الأطفال في هذه الحالات، عن تعرضهم للاعتداءات اللفظية والجسدية في روسيا.

"تحطم قلبي"

وقالت سفيتلانا بوبوفا، والدة ألينا كوفاليفا البالغة من العمر 15 عامًا، والتي اختطفتها مجموعة من الجنود الروس في منطقة خيرسون المحتلة: "لقد تحطم قلبي"، وتوضح أنه كان لدى خاطفي ابنتها شهادة ميلاد جديدة مزورة لتقول إن ألينا ولدت في روسيا.

وقال واين غورداش، رئيس شركة Global Rights Compliance، وهي شركة محاماة إنسانية دولية، إن نقل الأطفال أو ترحيلهم قسراً يعد جريمة حرب، ويضيف: " إن تغيير هوية الأطفال ووضعهم للتبني يؤكد فقط النية الإجرامية".

ولم يكن أولياء أمور الأطفال والسلطات الأوكرانية على علم بمكان وجود الأطفال في السابق، وتم تبادل المطابقات ذات الاحتمالية العالية مع مركز حماية حقوق الطفل الأوكراني، الذي اتصل بأقارب الأطفال وأولياء أمورهم لتأكيد كل طفل أوكراني مفقود.