على حافة وطن: حين تصبح الشرعية مجرّد صدًى باهت للخذلان
بقلم / عدي الحميري
في زحام القاعات المكيّفة، حيث تُلتقط الصور وتُعقد المؤتمرات، يجلس من يُفترض أنهم يمثلون اليمن… لا على كرسي قرار، بل في زاوية الانتظار.
الشرعية اليمنية، كما يسمونها، تحولت من مفهوم دستوري إلى مجاز ساخر. لا صوت، لا سيادة، لا مشروع. فقط لافتة يُعلّقها الآخرون حين يشاؤون، وينزعونها حين يشاؤون.
وفي الرياض، بينما كانت الكاميرات تلتقط لقاءً يعيد تشكيل شرعية جديدة لسوريا عبر “الشرع”، ويُهندِس لمشهد شرق أوسطي ما بعد الأسد،
كان اليمن غائبًا… لا مقعد، لا مداخلة، لا حتى ظلّ في الكواليس.
كأن هذا الوطن الذي ينزف منذ عقد لا يستحق دقيقة على طاولة البحث، كأننا شعب فائض عن الحاجة، بلا ذاكرة، ولا وزن، ولا ممثل يحسن حتى الانحناء.
أي شرعية هذه التي لا تُدافع حتى عن اسمها؟
أي مجلس قيادة هذا الذي لم يُقَد؟
أي رجال هؤلاء الذين يقفون عند باب الخيمة ينتظرون من يأمرهم أن يتحدثوا أو يصمتوا؟
كأن عبدالعليم ليس اسما لفرد، بل استعارة لخيمة كاملة، دخانها كثيف، وأصواتها متشابكة، وقراراتها تُكتب خارجها.
في سوريا، خرجت شرعية من دماء، من رماد، من مقابر جماعية، ومع ذلك صنعت لنفسها طريقًا للجلوس مع الكبار.
أما في اليمن، فشرعيتنا ما زالت تنتظر “المكرمة”، وتعيش على فتات بيانات الدعم، وتفاخر بالوجود بينما تنعدم الفاعلية.
لم نُهزم بالسلاح، بل هُزمنا حين صدّقنا أن في الخيمة وطن، وأن في الخضوع كرامة.
واليوم، لا نطالب بالكثير،
نحن فقط نريد أن نُحكم بوطن، لا بأشباح…
أن نُمثل بصوت، لا بصدى…
أن نقول، بكل وضوح:
من لا يملك قراره، لا يستحق أن يمثلنا