أكثر من درس في خسارة بايرن المفاجئة أمام أرسنال

> لم يحزن غوارديولا كثيرا لخسارة فريقه بايرن ميونيخ أمام أرسنال وإنما ما يحزنه شيء آخر! لكن هناك شيئا ما في فلسفة غوارديولا التدريبية ساهم في خسارة الفريق. كما نفى المدرب الأسباني أن يكون مانويل نويرا مسؤولا عن الهزيمة.

مثلما حدث مع منتخب ألمانيا أمام أيرلندا قبل نحو أسبوعين، حيث سيطر الألمان على الكرة وفي النهاية فاز الأيرلنديون بالمباراة تكرر الأمر مع بايرن ميونيخ أمام أرسنال مساء الثلاثاء (20 أكتوبر/ تشرين الأول) في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. فقد سيطر الفريق البافاري، لكن في النهاية فاز أرسنال بنتيجة 2- صفر. نتيجة لا تعبر عن سير المباراة لكنها كشفت المستور لدى بايرن. ذلك المستور الذي غطى عليه النجاح الكبير لبايرن في الفترة الأخيرة.

حين تقلل الصحافة من قوة المنافس

قبل مباراة أرسنال خاض بايرن ميونيخ اثنتي عشرة مباراة رسمية لم يخسر فيها. كما سجل رقما قياسيا جديدا في الفوز في بداية مراحل الدوري الألماني، حيث فاز في مبارياته التسعة التي خاضها بالبطولة المحلية حتى الآن. علاوة على أنه قدم مباراتين كبيرتين في المجموعة السادسة بدوري أبطال أوروبا، حيث فاز في ميونيخ على دينامو زغرب الكرواتي 5- صفر، بعد أن كان قد افتتح مشواره في البطولة بالفوز خارج أرضه على أوليمباكوس في أثينا 3- صفر.

وتحدثت وسائل إعلامية ألمانية كثيرة قبل مباراة أرسنال وكأن الفوز مسألة تحصيل حاصل وكتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" التي تصدر في ميونيخ إن المباريات المهمة الأخيرة بين الفريقين فاز فيها بايرن وأن غير المهمة فاز بها أرسنال. وأضافت الصحيفة أن بايرن التقى في الفترة الأخيرة مع أرسنال مرتين في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وأن الفريق البافاري "حطم المنافس في مباراة الذهاب (في لندن) في كل مرة، لدرجة أن مباراة العودة (في ميونيخ) كانت سيانا".

ونسي الإعلام الألماني أن أرسنال لديه دوافع أكبر للفوز. فعلاوة على الرد على الخسائر الماضية أمام بايرن، كانت على أرضه كما أن موقفه في المجموعة سيء بعد خسارته مباريته السابقتين أمام دينامو زغرب وأوليمبياكوس ولابد له من تحقيق الفوز؛ إن أراد مواصلة مشواره في البطولة. علاوة على ذلك فإن أداء أرسنال في الدوري الإنجليزي (برمييرليغ) حاليا يعد رائعا، حيث فاز بمبارياته الأربعة الأخيرة بما فيها مباراته أمام العملاق مانشستر يونايتد.

امتلاك الكرة لا يعني الفوز

تعتمد فلسفة غوارديولا التدريبية على امتلاك الكرة وحرمان المنافس من لمسها، ومن ثم خلق فرص كثيرة لتسجيل الأهداف، والطبيعي أنه من خلال تلك الفرص يسجل اللاعبون وتنتهي المباراة بفوز الفريق. وقد بلغت نسبة امتلاك بايرن للكرة في مباراة أرسنال حوالي 70 في المائة، لكن في النهاية فاز الفريق الإنجليزي. فبايرن مثله مثل منتخب ألمانيا يعاني حاليا من مشكلة إهدار الفرص السهلة.
ولم يستطع نجومه ولا سيما ماكينة الأهداف البولندي ليفاندوفسكي وزميله توماس مولر التسجيل في مرمى أرسنال، رغم الفرص الكثيرة وإن كان ليفاندوفسكي هو الأفضل في تلك المباراة من توماس مولر الذي اختفى تقريبا. وينبغي على غوارديولا معالجة مشكلة إهدار فرص الأهداف قبل لقاء العودة في ميونيخ بعد أسبوعين.

ويلقي البعض باللوم على الحارس العملاق مانويل نوير الذي تألق في المباراة لكنه تسبب في الهدف الأول في الدقيقة 77 حينما أخطأ في الخروج من المرمى لالتقاط الركلة الحرة التي سددها كازورلا، فلمست الفرنسي جيرود لاعب أرسنال ودخلت مرمى نوير. واعترف نوير بخطأه "الفادح" لكنه قال لتلفزيون سكاي: "إجمالا قدمنا مباراة جيدة لكننا لم نسجل أهدافا، كما أن أرسنال أيضا فريق جيد".

ونفى غوارديولا أن يكون نوير هو السبب في الخسارة وقال: "لقد كانت لدينا فرص لتسجيل الأهداف ولن أزيد على ذلك. أدينا مباراة جيدة، سيطرنا (على اللقاء) وكانت لدينا فرص كثيرة لحسم المباراة، ولم نخسر بسبب مانويل نوير. فقد أدى الشوط الأول ببراعة..."

ريبيري وروبين لا يعوضان

ورغم خسارة مباراة الذهاب، فإن غوارديولا ليس منزعجا سوى من مشكلة واحدة يريد ألا يقع فيها لاعبو فريقه بعد ذلك هي الإصابة، حسب ما كتب موقع "شبيغل" الألماني. فاللاعبون ينفرطون من بين يديه بسببها. فالجناح الهولندي الطائر أرين روبين مصاب، والفتى الذهبي ماريو غوتسه سيغيب حتى آخر العام بسبب الإصابة، كما أن فترة إصابة النجم الكبير فرانك ريبري طالت لدرجة غير متوقعة. وإضافة إلى هؤلاء فإن دوغلاس كوستا، وخافي مارتينيز قد تعافيا لتوهما، وبادشتوبر لا يزال لم يتعافَ تماما.

وظهر التأثر من غياب النجوم على غوارديولا حيث بدا مهموما من هذا المسألة في المؤتمر الصحفي عقب المباراة وقال: "نحن بحاجة إلى اللاعبين. أتمنى أن يتعافوا في الأيام العشرة المقبلة". ويرى موقع "فوكوس" أن دوغلاس كوستا وكينغسلي كومان إضافة قوية لبايرن ميونيخ وخصوصا كوستا "لكن مباريات مثل مباراة أرسنال تظهر أن الفريق يفتقد فرانك ريبيري وأرين روبين."

وأضاف الموقع أن روبين وريبيري يمثلان حزمة من الذكاء والعزيمة هناك حاجة إليها. ويرتبط اسم النجمين الكبيرين بالنجاح مع بايرن ويمثلان قيمة كبيرة للفريق حتى أنه يطلق عليهما منذ عام 2009 "روبيري". وسجل ريبيري 17 هدفا لبايرن في دوري أبطال أوروبا وصنع لزملائه 24 هدفا آخرين. أما روبين فقد سجل 24 هدفا وصنع 15 آخرين. ولو كان الاثنان متواجدان في مباراة أرسنال ربما كانت النتيجة ستخرج مختلفة تماما.