"ذي ايكونوميست" في نجران: هذا ما فعله المقاتلون والصواريخ اليمنية

نشرت صحيفة "ذي ايكونوميست" البريطانية، تقريراً لما ورد فيه من معلومات تنشر للمرة الأولى، فقد أكدت الصحيفة، أن الصواريخ اليمنية تضرب في عمق وسط مدينة نجران، جنوب المملكة.

ومن داخل مقر إقامته في مدينة نجران، بجنوب السعودية، اللواء سعد العليان، وقائد المنطقة، يتأمل إلى الجبال الصخرية التي تخيم على المدينة، ويتساءل: ماهي خطة الحوثيين والجيش اليمني التالية التي سينفذونها؟

وأكدت الصحيفة، في تقريرها الذي أعده مراسلها من داخل مدينة نجران، أن الجيش اليمني والحوثيين دفعوا القوات السعودية من بعض المراكز الحدودية، وأجبروها على إخلاء أكثر من 7000 من المدنيين من القرى السعودية بالقرب من الحدود.

وقالت الصحيفة، إن أحد الصواريخ اليمنية سقط على بعد أمتار من مقر الجنرال سعد العليان، قائد منطقة نجران، ودمر نوافذ مكتبه، وأصاب الصاروخ جدران مكتبه بشظايا، والواجهة الزجاجية لفندق جديد من المقرر افتتاحه بعد بضعة أيام.

مشيرة أنه وعلى الرغم من القصف المدفعي السعودي المكثف على الحدود اليمنية لمنع القوات اليمنية والمقاتلين الحوثيين من التقدم، إلا أن الصواريخ اليمنية بانتظام على نجران والبلدات الحدودية الأخرى لم تتوقف، مما أسفر عن مقتل 80 شخصاً، 25 منهم في نجران.

وقد فر سكان المنطقة إلى مناطق أكثر أمناً في المدينة. رياض الأطفال والمنازل بالقرب من القاعدة العسكرية في حالة خراب. شوارع نجران أصبحت كمدينة أشباح، بحسب ما أفاده مراسل الصحيفة الذي أعد التقرير من داخل مدينة نجران جنوب المملكة.

وقالت الصحيفة، إن الأمير الشاب محمد بن سلمان، يصر أنه انتصر في هذه الحرب، وسيطر على 80 في المئة من الأراضي اليمنية، وسيطر على مدينة عدن الجنوبية، إلا أن أكبر ثلاث مدن ومحافظات يمنية، هي: صنعاء وتعز وإب، لاتزال في قبضة الحوثيين، وهو ما وصفته الصحيفة بتناقض للحقيقة.

وأشارت، أن السعودية تواجه قوة مزدوجة "قاتلة" من حليفين، الأول يضم قوات حوثية تملك مقاتلين أشداء وتشكلت على غرار حزب الله اللبناني، والآخر يمتلك جيشاً جمهورياً يتزعمه الرئيس علي عبد الله صالح، الذي يمتلك خبرة قتالية عالية في الحروب، وهذا الجيش يمتلك دبابات وصواريخ باليستية.

ولفتت الصحيفة، أن هاتين القوتين الهائلتين تشكلان ترسانة من الدبابات والصواريخ الباليستية، إضافة إلى الجنود الذين يمتلكون خبرة قتالية عالية في حرب العصابات.

وكشفت الصحيفة، أن السعودية غير قادرة على صد هجوم هاتين القوتين، ولذا استعانت بقوات خليجية لحماية حدودها، ومنها أرسلت الكويت قوات برية إلى حدود المملكة العربية السعودية مع اليمن للتصدي للهجمات التي تشنها هاتان القوتان.

وعلى الجزء الخلفي من مطار نجران، زود الأميركيون بطاريات صواريخ "باتريوت" للتصدي لصواريخ "سكود" التي يطلقها الرئيس صالح إلى المدن الجنوبية للمملكة.

وإضافة إلى ذلك تقول الصحيفة، إن السعودية تواجه معضلة، فبالإضافة إلى مواجهة القوتين المزدوجتين، التكاليف المادية والسياسية والبشرية الهائلة للمملكة العربية السعودية في تصاعد مستمر، وتدفق نصف مليون يمني عبر الحدود السعودية بحثاً عن العمل والأمن، وتورط السعودية في تحمل مسؤولية 25 مليون يمني آخر في زمن انخفضت فيه أسعار النفط، وتآكلت الميزانية للممكلة.

واختتم تقرير "ذي ايكونوميست"، أن الحملة الجوية في اليمن سمكرة سمعة المملكة العربية السعودية. أعداد القتلى من اليمنيين ما يقرب من 6000.