معطيات: كواليس انعطافة في الحرب السعودية على اليمن

تدخل الحرب السعودية على اليمن انعطافة جديدة عبر مخطط يهدف إلى إسقاط محافظات جنوبية بيد القاعدة، بدأت ملامحه، من خلال نقل التنظيم معدات قتالية ثقيلة، بينها دبابات، إلى أماكن مجهولة بحضرموت، أعقبها ما يشبه سيناريو "استلام وتسليم" من خلال ما شهدته سواحل المكلا وميناؤها من تمشيط للطيران الأباتشي، بالتزامن مع معلومات بقدوم بحرية التحالف قبالة سواحل حضرموت، وإشعار السفن في ميناء المكلا التي لا تحمل تصاريح التحالف بالمغادرة.

- المكلا.. القاعدة يصادر منازل مسؤولين مناوئين للسعودية
- عُمان تغلق منافذ حدودية مع اليمن بموازاة تحركات سعودية بحضرموت

كشفت مصادر أمنية يمنية عن مخطط سعودي، يقوده عبدربه منصور هادي، يهدف إلى إسقاط محافظات جنوبية بيد تنظيم القاعدة الذي كثف نشاطه في حضرموت، ونقل معدات قتالية بينها دبابات إلى مناطق مجهولة في منطقة الوادي، في الوقت الذي أطلق فيه خالد بحاح، تصريحاته المطالبة بمحاربة المتشددين الذين وسعوا انتشارهم جنوب البلاد مؤخراً.

وقالت المصادر لوكالة "خبر"، إن لقاءات، تمت مؤخراً، جمعت هادي بقيادات بارزة في تنظيم القاعدة، بعد مشاركتها في سلسلة هجمات قادتها قوات ما يعرف بـ"التحالف السعودي" على مناطق ذباب والعمري، التابعة لمحافظة تعز، جنوب غرب اليمن، وأحبطتها قوات الجيش واللجان الشعبية، وكبدت المهاجمين خسائر فادحة في العديد والعتاد.

ووفق معلومات تحصلت عليها وكالة "خبر"، فإن من بين الشخصيات التي حضرت اللقاء، قيادات في تنظيم القاعدة بالمكلا، الذي يفرض سيطرته على المدينة منذ أبريل الماضي.

وحول ملامح المخطط القادم الذي تنوي السعودية تنفيذه بإشراف هادي، أكدت المصادر، أن هناك توجهاً لاستكمال السيطرة على حضرموت، وإسقاط شبوة بيد التنظيم، مشيرةً أن المعلومات ترجح تورط جهات موالية للرياض، في الوقوف وراء سلسلة هجمات شهدها وادي حضرموت في نوفمبر الماضي.

وحول مصير الأسلحة التي نقلها التنظيم منذ أيام من معسكرات الجيش في حضرموت التي تخضع (شكلياً) لحكومة هادي وبحاح، فقد أشارت مصادر متطابقة، أنه تم نقل عدة دبابات خلال الأيام الماضية، إلى محافظة شبوة، التي تشهد مواجهات بين عناصر من القاعدة وحلفاء الرياض، ووحدات من الجيش واللجان الشعبية خاصة باتجاه منطقة عسيلان المحاددة لمأرب.

ويرى مراقبون للوضع في اليمن، أن السعودية بصدد جهود حثيثة لتكريس التجربة السورية في اليمن، عبر إرسال مئات المقاتلين المتشددين، حيث يصل إلى عدن يومياً العشرات من المقاتلين العرب والأجانب عبر البحر للانضمام إلى صفوف "داعش والقاعدة".

وقال مصدر استخباري يمني، رفض الإفصاح عن هويته، لوكالة "خبر"، إن المقاتلين القادمين، من العرب والأجانب، يتم إرسالهم إلى معسكرات تدريبية خاصة أنشئت مؤخراً برعاية سعودية، مضيفاً أن أسلحة ثقيلة ومتوسطة تابعة للتحالف يتم نقلها بصورة سرية إلى تلك المعسكرات، بعضها في عدن.