الرياض تستنجد بالجيش الباكستاني، واسلام اباد تؤكد: "سنحمي الأراضي السعودية مهما كلف الثمن"

كل حروب السعودية في تاريخنا الحديث، خاضتها عنها الولايات المتحدة والأوروبيون، بينما جلس السعوديون يرتشفون الشيشة والقهوة، كما يقول العميد المتقاعد في الجيش الباكستاني، محبوب قادر.

 

في ظل النكسات الكبيرة التي تعانيها المملكة في جبهات ماوراء الحدود، تستنجد السعودية مرة أخرى بقوات أجنبية لحماية المناطق الجنوبية من هجمات وتوغل الجيش اليمني واللجان الشعبية، في عمق تلك المناطق: نجران، جيزان، وعسير.

 

وعانت الرياض من نكسات كبيرة في اليمن، ما جعل ملوك السعودية يتجهون مرة أخرى إلى حلفائهم في آسيا، لكن هذه المرة - كما يقول تحليل نشره التلفزيون الألماني على موقعه الإلكتروني - اتجهت السعودية للاستنجاد بباكستان.

 

موقع "ميدل ايست آي"، نقل الشهر الماضي، عن مصادر أمنية رفيعة المستوى، أن الجيش الباكستاني يرسل لواء كاملا من قواته المقاتلة لدعم وتأمين الحدود الجنوبية السعودية المهددة بسبب الهجمات الانتقامية للحوثيين والجيش اليمني المتحالف معهم.

 

وستتمركز الفرقة العسكرية في جنوب المملكة، لكنها ستبقى ضمن الحدود السعودية، وفقاً لما قالته المصادر لموقع ميدل إيست آي البريطاني، إذ قال مصدر منهم "لن تُستخدم القوات خارج الحدود السعودية".

 

ويعد هذا أحدث تطورات الحرب اليمنية التي تستمر منذ عامين وقُتِلَ خلالها أكثر من 10 آلاف شخص في اليمن، وجُرِحَ أكثر من 40 ألف شخص، ودفعت بالبلد إلى حافة المجاعة.

 

وقال التلفزيون الألماني في تقرير تحليلي، إن المملكة العربية السعودية، وجدت نفسها حبيسة صراع مرير في اليمن خلال عامين، ولا تزال غير قادرة على هزيمة الحوثيين وحلفائهم في البلد الشرق أوسطي.

 

ويأتي إرسال اللواء العسكري الباكستاني عقب زيارة قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا للسعودية في زيارة رسمية، استغرقت ثلاثة أيام في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

 

في السياق، انتقد محللون وعسكريون باكستانيون، تورط الحكومة الباكستانية، في حرب سترتد عليها، خاصة وان 20 % من الشعب الباكستاني هم من الشيعة.

 

العميد المتقاعد في الجيش الباكستاني، محبوب قادر، الذي وصف سقوط العاصمة اليمنية كسقوط غروزني الشيشانية أو كابول الأفغانية، أكد ان السعوديين، ورغم الأسلحة التي يمتلكونها، إلا ان جيشهم العسكري ضعيف جوهرياً.

 

وأوضح العميد محبوب في مقال له نشرته صحيفة "ديلي تايمز" الباكستانية، أنه على الرغم من التفوق العسكري الساحق للتحالف الذي تقوده السعودية ـ كما وفرت لها حليفتها الأمريكية نافذة استراتيجية كبيرة ـ إلا أن القوات السعودية وحلفاءها فشلوا تماماً في حملتهم باليمن. بل على العكس لم يستطيعوا أن يؤمِّنوا أراضيهم من خطر هجمات الحوثيين وقوات الجيش اليمني المتحالف معهم، وشنوا هجمات عسكرية عكسية في الآونة الأخيرة وقصفوا نجران وجيزان، اثنتين من أكبر المدن الحدودية السعودية، وشكلوا ذعراً للسكان أجبرهم على النزوح إلى عسير وداخل المملكة.

 

وصرح وزير الدفاع الباكستاني، خواجا آصف (الخميس 13 أبريل/نيسان 2017) لمجلس النواب بأنهم مستعدون لحماية أراضي المملكة العربية السعودية مهما كلفهم الثمن.

 

ويقول خبراء للتلفزيون الألماني، إن الاعتماد الاقتصادي الباكستاني على البلاد العربية هو السبب وراء دعم باكستان السري للرياض في الحرب باليمن. حيث "تشير أحدث الأرقام إلى أن أكبر مبلغ من النقد الأجنبي لباكستان يأتي من المملكة العربية السعودية".

 

وفي أبريل 2015، طلبت الرياض رسمياً طائرات مقاتلة باكستانية وسفناً حربية وجنودا، إلا أن البرلمان صوت على البقاء محايداً في الصراع باليمن. ومع ذلك، يقول خبراء أمنيون إن التحالف بين المملكة العربية السعودية وباكستان هو جزء من اتفاق التعاون الأمني الذي يقضي بنشر حوالى 1000 جندي باكستاني يؤدون دوراً "استشاريا" للرياض ويتواجدون في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.