الحوثيون... وتزيين الموت

تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية إرسال المغرر بهم إلى محارقها في حربها العبثية التي نفذتها تحقيق لاجندة إقليمية.

وتتفنن مليشيا الحوثي بتضليل أنصارها لرفع معنوياتهم بشكل خاص والرأي العام المحلي والخارجي ببث تقارير إخبارية معززة بفيديوهات قديمة مضمونها انتصارات زائفة وكسر زحوفات بدون ذكر أي من خسائرها الباهظة في العديد والعتاد بجبهات القتال عبر نشراتها على قناة "المسيرة" وكافة القنوات الرسمية المرئية ووسائل الإعلام المختلفة الخاضعة لسيطرتها.

إذا يممت وجهك خلال تجوالك يمينا أو شمالا أو في كل الجهات بشوارع صنعاء لن تجد غير صور ضخمة ومختلفة الأحجام للقتلى من قيادات وعناصر مليشيا الحوثي والذين اختيروا بعناية فائقة بمعيار السلالة والانتماء المناطقي والقرب من قياداتها البارزة في مختلف الأماكن المخصصة للدعاية الإعلانية التي كانت تدر على خزينة الدولة مليارات الريالات.

وكانت نشرت وكالة "خبر" في وقت سابق تقريرا عن كافة الوسائل المختلفة التي لجأت إليها مليشيا الحوثي في استجداء أبناء القبائل وخاصة فئتي الشباب والأطفال للانضمام في صفوفها والدفع بهم إلى جبهات القتال على وقع خسائرها والنزيف والنقص الحاد لمقاتليها في الآونة الأخيرة.

ولا يمر يوم دون أن تنقل مليشيا الحوثي العشرات من قتلاها من ساحات المعارك إلى ذويهم في "توابيت" في العاصمة صنعاء ومديرياتها وكافة مناطق سيطرتها.

أرامل ويتامى لا معيل لهم، وأسر تفقد أبناءها، وأمهات وآباء فقدوا فلذات اكبادهم، وأخت خسرت شقيقها... هذا ما قدمته مليشيا الحوثي للأسر اليمنية في اغلب منازل وبيوت اليمنيين في أحياء المدن والقرى والعزل في عدة محافظات في سبيل استمرار بقائها في كرسي الحكم جاثمة فوق صدور اليمنيين.

وذكرت تقارير صحفية، مؤخراً، أن مليشيا الحوثي خصصت أكثر من 50 مليار ريال ميزانية لاستحداث وتجهيز عشرات المقابر الجديدة لقتلاها في عدد من مناطق صنعاء وذمار وريمة وحجة وصعدة وتعز وإب.

وتجبر قيادات ومشرفي المليشيات رجال المال والأعمال والتجار في عدة مدن على دفع مبالغ كبيرة لتمويل وتأسيس وإنشاء هذه المقابر التي تطلق عليها "رياض الشهداء" وتعمل على تزيين الموت واظهاره بمظهر جميل.

وتعمد مليشيا الحوثي إقامة الندوات ومعارض الصور والفعاليات المختلفة الثقافية والرياضية على وجه الخصوص وما يسمى "أسبوع الشهيد" بعد إجبار التجار على تمويلها، وتقيمها في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية لتخليد القتلى وحض أبناء المجتمع على السير على نهجهم والالتحاق بهم بجبهات القتال لنيل ما تصفه بـ"شرف الشهادة" في مساعٍ للقضاء على حق الناس في الحياة وحشرهم في محارق الموت والهلاك.

وتقدر مصادر غير رسمية أن مليشيا الحوثي خسرت خلال العامين الماضيين، عشرات الآلاف من القتلى والجرحى في صفوف عناصرها ومقاتليها جراء المعارك التي خاضتها ضد القوات الحكومية وقوى المقاومة في مختلف الجبهات بالإضافة إلى الغارات التي تتلقاها تجمعات عناصرها ومواقعها من قبل طيران التحالف العربي.

وتعاني مليشيا الحوثي نقصا حادا في قيادات الصف الأول والثاني جراء مصرع العشرات منهم في مختلف الجبهات في المعارك والغارات خلال الشهرين الماضيين في جبهات الساحل الغربي والبيضاء وصعدة وميدي بحجة والتي سقط فيها أبرز قيادتها الميدانية والعسكرية واخرهم مقتل صالح الصماد، رئيس ما يسمى المجلس السياسي التابع للحوثيين، والمطلوب رقم 2 على لائحة التحالف في اليمن الذي لقي مصرعه جراء غارة استهدفت موكبه بمحافظة الحديدة في منتصف أبريل الماضي.

ويرى خبير عسكري في تصريح لوكالة خبر، أن التصريحات الاخيرة التي أطلقها القيادي البارز في مليشيا الحوثي ورئيس ما يُسمى "اللجنة الثورية العليا" محمد علي الحوثي التي دعا فيها العودة إلى الحوار للتوصل إلى حل سياسي ووقف الغارات مقابل وقف اطلاق الصواريخ، تعبر ضمن مدلولاتها عن حالة قلق ويأس وإحباط جراء تقلص نطاق سيطرتها الميدانية وهزائمها المتتالية وخسارتها للمناطق والمديريات خلال معارك الساحل الغربي وجبهتي صعدة والبيضاء وحجة أمام التقدم المتسارع لقوات المقاومة الوطنية والتهامية وألوية العمالقة والقوات الحكومية وضربات التحالف العربي.