والدة أسامة بن لادن لـ«الغارديان»: «الإخوان» غرّروا بـ"أسامة" وعرضوه لغسيل مخ لدفعه نحو التطرف

كشفت عليا الغانم، والدة أسامة بن لادن، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، للمرة الأولى، عن تفاصيل مثيرة حول عملية تجنيد ابنها البكر، وكيف غررت به جماعة "الإخوان" من خلال عبد الله عزام، القيادي الإخواني الشهير زعيم «الأفغان العرب».
 
وخرجت الغانم عن صمتها وقالت في حوار مع صحيفة «الغارديان» البريطانية نشرته في عددها الصادر أمس: «لقد غيّره الناس في الجامعة. أصبح رجلاً مختلفاً».
 
وأضافت أن ابنها التقى لأول مرة مع عبد الله عزام أثناء دراسته بجامعة الملك عبد العزيز في جدة، حيث كان أسامة يدرس الاقتصاد وتحول عزام إلى مستشار روحي له في وقت لاحق".. موضحة أن ابنها كان خجولاً جداً، وكان متفوقاً دراسياً وتقياً وهو في العشرينات من عمره، وأنه أصبح متشدداً خلال دراسته الجامعية بعد أن غرر عليه الإخوان المسلمون.
 
واعتبرت أن ابنها تعرض لعملية «غسل للدماغ في مرحلة العشرينات من العمر... وأصبح شخصاً آخر».
 
وتضيف: «كنت أنصحه بالابتعاد عنهم؛ ولأنه يحبني كثيراً ويخشى غضبي من تجاهل نصيحتي، لم يكن يعترف بما يقوم به معهم».
 
وسلطت عليا غانم، والدة أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» الضوء، للمرة الأولى على تفاصيل مثيرة حول عملية تجنيد ابنها، من قبل جماعة الإخوان المسلمين عبر عبد الله عزام، القيادي الإخواني الشهير قبل أن تطرده المملكة في وقت لاحق.
 
وقالت الأم، خلال الحوار الذي أجري في منزل العائلة في جدة بحضور شقيقيه أحمد وحسن: "تقابل ابني أسامة للمرة الأولى مع عبد الله عزام، عضو جماعة الإخوان المسلمين في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، حيث كان أسامة يدرس الاقتصاد، ثم تحول عزام إلى مستشار روحي لأسامة ابن لادن، ومن ثم تعرض لعملية «غسل دماغ في مرحلة العشرينات من عمره... وأصبح شخصاً آخر».
 
وتحدثت غانم، للإعلام للمرة الأولى بعد قرابة 17 عاماً من وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001.
 أسامه بن لادن - الثاني من اليمين - وهو في السويد ١٩٧١ بالسويد ويلبس بنطلونا وقميصا أصفر.
أسامه بن لادن - الثاني من اليمين - وهو في السويد ١٩٧١ بالسويد ويلبس بنطلونا وقميصا أصفر.
 
وذكرت والدة بن لادن، أن الأسرة كانت متوجسة من اللقاء الصحافي خوفاً من إثارة ذكريات الهجوم الإرهابي مجدداً، لكن بعد أيام عدة من التفاوض قبلت الأسرة الحديث، وجرى اللقاء بداية شهر يونيو (حزيران) الماضي، بموافقة رسمية وبحضور مترجم ومراقب، وتناول بداية بن لادن وطبيعته المسالمة إلى أن تحول إلى التطرف بعد أن غرر به «الإخوان المسلمون».
 
وتقول عليا، "إن والد أسامة قام بتربيته مع أشقائه تربية حسنة (كان أسامة بن لادن طفلها الوحيد من زوجها محمد بن لادن)".
 
ورغم اختلاف رواية كل فرد من العائلة حول أسامة، فإن الأم تقول إنها تحب ابنها كثيراً، وتضيف: «حياتي كانت صعبة جداً، لأن ابني كان بعيداً عني فقد كان ولداً طيباً وأحبني كثيراً».
 
لا تزال التركة الثقيلة التي خلفها بن لادن لعائلته تمثل قضية كبيرة، اذ أفاد حسن، الأخ الأصغر لأسامة، بأن «كل مَن قابل أسامة في الأيام الأولى احترمه... في البداية، كنا فخورين به إلى أن جاء أسامة المتشدد»، مضيفاً: «أنا فخور به جداً كأخ أكبر لقد علمني الكثير، لكنني لست فخوراً به كرجل حقق ذلك الصيت السيئ على الساحة العالمية، لكن كل ذلك في النهاية من أجل لا شيء».
 
والدة اسامة بن لادن علياء غانم في منزلها في جدة بالسعودية. الصورة: ديفيد ليفين. الغارديان
والدة اسامة بن لادن علياء غانم في منزلها في جدة بالسعودية. الصورة: ديفيد ليفين. الغارديان
 
وتوضح والدة أسامة بن لادن أن ابنها البكر كان خجولاً جداً، وكان متفوقاً دراسياً وتقياً وهو في العشرينات من عمره، وأنه أصبح متشدداً خلال دراسته الجامعية.
 
وقالت: «لقد تغيّر في الجامعة وأصبح رجلاً مختلفاً حين التقى شخصاً يدعى عبد الله عزام، وهو عضو في حركة الإخوان المسلمين نُفي من السعودية لاحقا وأصبح مستشاراً دينياً لأسامة بن لادن».
 
وتتابع قائلة "قبل ذلك كان أسامة شخصاً طيباً إلى أن قابل من قاموا بغسل دماغه في مطلع شبابه، وكنت أنصحه بالابتعاد عنهم، ولأنه يحبني كثيراً ويخشى غضبي من تجاهل نصيحتي، لم يكن يعترف بما يقوم به معهم».
 
وتمضي قائلة، "طلقت من والد أسامة بعد 3 سنوات من الزواج به وتزوجت من العطاس وكان وقتها موظفاً إدارياً في مجموعة بن لادن في بداية الستينات، وتابع والد بن لادن مسيرته بالزيجات حتى أصبح لديه 54 ولداً من نحو 11 زوجة".
 
واستطردت قائلة، "عرفت الجانب الطيب من ابني ولم أر فيه جانب المتشدد".
 
وأوضح إخوة بن لادن غير الأشقاء أنهم أصيبوا بالذهول، «بعد أول تقارير وردت عن هجمات سبتمبر ودور أسامة فيها، والعواقب الهائلة التي سنتحملها نتيجة ذلك».
الاخ غير الشقيق لأسامة بن لادن بجانب امه علياء غانم في جده. تصوير: الغارديان
الاخ غير الشقيق لأسامة بن لادن بجانب امه علياء غانم في جده. تصوير: الغارديان
 
ولأن تركة بن لادن ما تزال تمثل عبئاً ثقيلاً على الجميع، التقت « ذي غارديان» الأمير تركي الفيصل الذي شغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات السعودية طيلة 24 عاماً، خلال الفترة ما بين 1977 ومطلع سبتمبر 2001، أي قبل 10 أيام من اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر.
 
وجرى اللقاء في فيلته بمدينة جدة. وفي وصفه لأسامة بن لادن، قال الامير تركي: «كان هناك اثنان أسامة بن لادن... الأول قبل نهاية الغزو السوفياتي لأفغانستان، وآخر بعده".
 
ويضيف "قبلها كان مجاهداً مثالياً، لم يكن مقاتلاً، باعترافه، فقد كان يغمى عليه أثناء المعارك، وعندما يصحو يكون الهجوم السوفياتي على مواقعهم قد انتهى».
 
وبحسب مسؤولين في الرياض ولندن وواشنطن، فقد أصبح بن لادن الإرهابي المطلوب الرقم واحد عالمياً، وأنه تعمد استخدام مواطنين سعوديين للوقيعة بين الحضارتين الشرقية والغربية.
 
وتقول مصادر الاستخبارات البريطانية، إن بن لادن «تعمد اختيار سعوديين لتنفيذ مهمة هجمات سبتمبر ، فقد كان على قناعة بأنه سيقلب الغرب على بلاده وعلى وطنه الأم، ونجح بالفعل في إذكاء نار حرب، لكنها لم تكن الحرب التي توقعها».
 
ونشرت الصحيفة البريطانية مرفقا بالحوار صورة حصلت عليها من والدة اسامه بن لادن أثناء تواجده في السويد خلال العام ١٩٧١ حيث يتواجد ضمن مجموعة من الشباب والشابات وتبان عليه ملامح الانفتاح والتحضر قبل أن تستقطبه جماعة الإخوان المسلمين وتدفعه نحو التطرف والغلو والتشدد.