تصعيد أمريكي للتحذيرات يُلبِّد سماء صنعاء بالمخاوف.. ما الذي ينتظر العاصمة اليمنية؟!

بعثت واشنطن رسائل سلبية ضاعفت من حالة القلق والتوتر في الأوساط اليمنية إزاء الوضعين الأمني والسياسي وما إذا كانت الولايات المتحدة تسحب رعاياها تحت طائلة محاذير تنبئ بتوسُّع الاشتباكات وأعمال العنف التي تشهدها منطقة أرحب شمال صنعاء لتصل إلى العاصمة.

وفي خطوة مفاجئة رفعت الخارجية الأميركية من درجة التهديد الأمني في اليمن إلى مستوى عالٍ, مُحيلة الأسباب على ما وصفته "الأنشطة الإرهابية والاضطرابات التي تشهدها البلاد", وشمل التحذير الأمريكي لمواطنيه تأجيل أي سفر إلى اليمن مطالباً الأمريكيين المقيمين في اليمن بالمغادرة.

جاء هذا التصعيد للتحذيرات من جانب واشنطن إثر إدانة وزارة الخارجيّة الأميركية "المواجهات الطّائفية" كما دعتها - في إشارة إلى مواجهات الحوثيين مع المجاميع القبلية المنتمية لحزب الإصلاح في أرحب, وكذا مع مسلحي أولاد الأحمر في عمران شمال صنعاء. ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية, جين بساكي, إلى دعم الجهود للتفاوض حول وقف إطلاق النار الدائم، وحضت جميع اليمنيين على العمل بروح التسوية لدفع الاستقرار.

وسئلت بساكي عن الموقف من الاتفاق بين الحوثيين الشيعة وقبائل "حاشد"، فأجابت بساكي: "نحن ندعم الجهود للتفاوض حول وقف إطلاق نار دائم، ولابد من القيام بالمزيد بغية تحقيق هذا المراد، لذا نحن نشجع اليمنيين على الاستمرار في إحراز تقدم".

وتبذل وساطة قبلية ومبعوثون رئاسيون جهوداً للمحافظة على صمود هدنة هشة بين الطرفين المتحاربين في منطقة أرحب إلى الشمال من مطار صنعاء الدولي, وتعرضت الهدنة لاختراقات خطيرة تبادل الطرفان الاتهامات بالمسئولية.

والخميس هدد الجيش اليمني بضرب طرفي الصراع، الحوثيين والإصلاحيين، في منطقة أرحب شمال العاصمة صنعاء، إثر حدوث مواجهات من شأنها أن تؤدي، في حال استمرارها، إلى انهيار الهدنة بين الطرفين.

وأوضح مصدر قبلي بمنطقة أرحب، في تصريح خاص لـ"خبر" للأنباء، أن قوات الجيش هددت بضرب أي طرف سيقوم بخرق الهدنة التي اتفق عليها الجانبان.

وفي وقت متأخر مساء اليوم نفسه أعلن أمين العاصمة عبدالقادر هلال انسحابه من اللجنة الرئاسية المكلفة بحل النزاع في منطقة أرحب شمال العاصمة صنعاء بين مسلحي حزب الإصلاح والحوثيين .

وأرجع هلال, الذي نشر نص رسالة مطولة في حسابه على الفيسبوك, انسحابه إلى تراجع موقف ممثلي أنصار الله من البند الثالث من الاتفاق الذي ينص على عودة المقاتلين الوافدين إلى مناطقهم من الطرفين وموافقتهم على النزول من الارتاب والمواقع فقط إلى البيوت.. لافتاً إلى أن هذا الأمر لم يقبله شخصياً؛ كون ذلك الأمر عاملاً مهماً من عوامل التوتر القائم لابد أن يزول.