صحيفة أمريكية تُحذّر: التنازل عن اليمن لإيران سيؤدي إلى كارثة إقليمية لا يمكن لأحد وقفها

حذرت صحيفة "نيويورك بوست"، الولايات المتحدة من تقديم اليمن بطبق من ذهب إلى إيران، مشددة أن إنهاء الدعم الأمريكي للتحالف بقيادة السعودية في اليمن فكرة سيئة، وأن القيام بذلك سيكون بمثابة خطأ كبير.

وقالت الصحيفة، إن إيران ارتبطت بشكل كبير مع جماعة الحوثيين القمعية. مؤكدة أن الحوثيين استولوا على العاصمة صنعاء وبعض المواقع الاستراتيجية في اليمن، بدعم وتسليح وتدريب من الحرس الثوري الإيراني.

وأوضحت الصحيفة، أن إيران والحرس الثوري حولت مليشيا الحوثي التي كانت ذات يوم مبتورة إلى جيش قمعي، على غرار حزب الله اللبناني، وقام قادته بفرض قواعد صارمة، ونشروا شعارهم (الصرخة) المستوحى من إيران.

ومع ذلك، بحسب الصحيفة، كان لدى السعوديين أسباب مشروعة للتدخل في اليمن: فانتصار الحوثي هناك يضع وكيلاً للمقاتلين الإيرانيين عند حدودهم. يقوم الحوثيون بإطلاق الصواريخ الإيرانية الصنع بشكل دوري عليهم، حتى إن بعضها يستهدف الرياض نفسها.

وأشارت "نيويورك بوست" أن الأسوأ من ذلك، أن إيران، التي تعمل على تعزيز دعمها العسكري في اليمن، وفقاً لتقرير جديد لرويترز، تشدد قبضتها في المنطقة - وهي وصفة لعدم الاستقرار الإقليمي الذي لا ينتهي.

وذكرت الصحيفة أن العديد من المسؤولين في عهد أوباما كتبوا رسالة تحث الرئيس ترامب على "إنهاء المشاركة أو أي شكل من أشكال الدعم للصراع في اليمن، باستثناء المساعدات الإنسانية.

لكن الصحيفة ردت بالقول: "بالطبع، هؤلاء -المسؤولين في عهد أوباما- هم نفس المسؤولين الذين أرسلوا أكواماً من الأموال إلى طهران في الفترة التي سبقت الاتفاق النووي، مما مكن -بل شجع- إيران من العدوان الإقليمي. فهل يجب علينا القيام بشيء مماثل في اليمن؟".

واستدركت بالقول: "صحيح أن الحرب كابوس لليمن، لكن أساليب الحوثيين أسوأ من ذلك".

وحذرت "نيويورك بوست" من أن تمكين الحوثيين -وإيران- من النصر الآن سيؤدي على الأرجح إلى اضطرابات مستقبلية لا يمكن لأحد أن يضمن مدى قسوتها.

وبدلاً من ذلك، يجب على أمريكا أن تكثف دعمها للتحالف الذي تقوده السعودية وأن تساعد على السعي إلى استراتيجية حرب أكثر ذكاءً وفعالية وأقل قسوة.

وحذرت الصحيفة الأمريكية من أن التنازل عن اليمن لإيران لن يضمن السلام -ومن المرجح أن يؤدي إلى كارثة إقليمية أسوأ، لا يمكن لأحد أن يوقفها.