تزايد أعداد المرضى النفسيين في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي

تزايدت أعداد المرضى النفسيين في شوارع وأزقة وأحياء العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، والمحافظات المتبقية تحت سيطرتها.

وأكد مواطنون، في إفادات متفرقة لوكالة خبر، أن أعداد المرضى النفسيين تنامت بشكل غير مسبوق حتى تحولت إلى ظاهرة على نحو لافت خلال الخمس السنوات الماضية منذ الانقلاب الحوثي على السلطة في 21 سبتمبر 2014، مع استمرار الحرب التي افتعلتها الميليشيات المدعومة من ايران على مختلف المدن اليمنية، والتي أنتجت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حسب توصيفات سابقة لمنظمة الأمم المتحدة.

وأضافوا إن الآلاف من المرضى النفسيين ينتشرون في المدن الأكثر كثافة سكانية والأشد فقراً، كالعاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وإب وذمار وأجزاء من تعز الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ويبيتون في العراء بلا مأوى، ويفترشون أرصفة الشوارع وينامون داخل "كراتين" في صنعاء ومدن أخرى، في حين يلجأ بعضهم للتسول من أجل الغذاء، ويقتات البعض الآخر من أكياس مخلفات القمامة.

وقالت مصادر مطلعة لوكالة خبر، إن اليمن بأكملها توجد فيها نحو 5 مستشفيات حكومية وخاصة "مصحات نفسية"، اقتحمت المليشيات الحوثية إحداها في محافظة إب وحولتها إلى سجن للمختطفين والمخفيين قسراً لديها.

ويعاني عدد كبير من المرضى النفسيين ظروفاً صعبة في الطعام والشراب والخدمات، جراء إيقاف الحوثيين الدعم المركزي المخصص لهذه المستشفيات الذي كان يشمل الدواء والغذاء، فضلاً عن انقطاع الكهرباء وعدم توفيرهم الوقود لها.

وتفاقمت الظروف المعيشية وارتفعت معدلات الفقر جراء مصادرة الحوثيين لرواتب الموظفين بشقيهم المدني / العسكري للعام الرابع على التوالي ما أدى إلى تدهور كبير في الصحة النفسية لدى غالبية اليمنيين.

وتشير التقارير الدولية، إلى تفشي أزمة الفقر، حيث بات أكثر من 22,2 مليون إنسان يمني، من إجمالي 27,4 مليون، بحاجة لمساعدات عاجلة، في وقت ظهرت مؤشرات المجاعة في أكثر من محافظة مما تسبب في تزايد أعداد الأسر الفقيرة وفقدان آلاف الأسر لمصادر عيشها وصاعد من أعداد المرضى النفسيين جراء ذلك.

وانعكست كارثة الفقر على منظومة القيم الاجتماعية، إذ ارتفع معدل الجريمة، بشكل لافت، على اختلاف مستوياتها بما فيها القتل والخطف والسرقة بالإكراه كنتيجة طبيعية للمشاكل النفسية المترتبة على آثار الفقر.

وكشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنه منذ عام 2017، تضاعف عدد المرضى النفسيين في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، مؤكدة أن زيادة حادة في الأمراض المزمنة والعقلية، الذين تفاقموا بسبب تدني سبل المعيشة وضعف المرونة، مما أدى في كثير من الأحيان إلى زيادة المشاكل الصحية.

وأكدت إحصائية محلية نشرت في وقت سابق صادرة عن مؤسسة "التنمية والإرشاد الأسري" عن وجود أكثر من خمسة ملايين و455 ألفاً و348 يمنياً مصابين حالياً باضطرابات نفسية.

ووفق دراسة صادرة عن منظمة "يمن" لإغاثة الأطفال حول الآثار النفسية للحرب على الأطفال فإن 58.2% من الأطفال اليمنيين ممن شملتهم الدراسة ينتابهم الخوف الشديد، في حين يعاني 37% قلقاً دائماً واضطراباً نفسياً.

وأفادت الدراسة التي استهدفت عينة من الأطفال في محافظات أمانة العاصمة وعدن وتعز وأبين، بأن 36.4% من العائلات أفادوا بأن أطفالهم لا يشعرون بالأمان، و32.7% قالوا إنهم يعانون مشاكل في النوم بسبب الخوف من أصوات الغارات ومضادات الطيران الحوثية.