الملف الإنساني أداة توظفها الأمم المتحدة والقوى الدولية لمفاقمة معاناة اليمنيين
كشفت شواهد عديدة أن الأمم المتحدة والفاعلين الدوليين يكيلون بمكيالين فيما يخص الوضع الإنساني في اليمن، حيث تستحضر المؤسسة الأممية الملف الإنساني عند الرغبة لتوظيف ذلك لتنفيذ أجندات معينة بما يتوافق ونظرتهم للأوضاع في اليمن التي تشهد حرباً مدمرة منذ ست سنوات.
فعندما كانت القوات المشتركة على وشك السيطرة على ميناء الحديدة، تداعت بعض القوى الدولية للتنديد والتذكير بالمخاطر الإنسانية لهذه السيطرة، وهو الموقف الذي غاب في أحداث أخرى وتطورات في الشأن اليمني أهمها اقتحام الحوثيين للعاصمة صنعاء، وحصارهم لمناطق حجور وجرائم الإبادة في البيضاء وحصار العبدية وقصف الجوبة وتهجير ملايين اليمنيين قسرياً من منازلهم إلى المجهول.
حتى عندما اعتدى الحوثيون على مديريات في البيضاء وشبوة وقاموا بتهجير أهاليها، قبل أن يحاصروا مديرية العبدية بأكملها ويمنعوا دخول الغذاء والدواء لأهاليها لأكثر من شهر كامل، وقصفوا قراها ونفذوا جرائم حرب بحق أبنائها، لم تنظر الأمم المتحدة لمثل هذه الانتهكات الحوثية التي تسببت في مآس إنسانية.
انتظرت الأمم المتحدة حتى أكملت المليشيات الحوثية مهمتها ودخلت مديرية العبدية ونكلت بأهاليها، ليصل بعدها منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لدى اليمن ديفيد جريسلي مع وفد حوثي إلى العبدية للوقوف على أطلال وبقايا ركام منازل المواطنين المدمرة بالقصف الحوثي.
جرائم وانتهاكات حوثية متصاعدة بحق مختلف شرائح المجتمع موثقة بشهادات ودلائل دامغة، إلا أنها لا تساوي أي وزناً في معايير الأمم المتحدة عند التعامل مع الحالة اليمنية، وهي التي حولت ملايين الشعب إلى مجرد سلعة للمتاجرة بقضاياهم الإنسانية والتهويل من مخاطرها لجمع التبرعات والأموال في مؤتمرات للمانحين، ومن ثم إنفاقها على بعثاتها ومنظماتها، وتجار الحروب، فيما لا يصل إلى المستفيد الحقيقي سوى الفتات.
للمزيد:
حصري- قيادات حوثية تتنقل بسيارات تحمل شعارات الأمم المتحدة
Exclusive - Houthi leaders travel in vehicles with United Nations flags