مختصون اجتماعيون: تردي الأوضاع الاقتصادية والفلتان الأمني وراء تزايد حالات الانتحار والقتل في اليمن

تزايدت الخمس السنوات الأخيرة، حالات الانتحار وإقدام الآباء على قتل أبنائهم والعكس، في عدد من المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، والمحررة منها، في حين سُجّلت حالتا انتحار وجريمتا قتل خلال الخمسة الأيام الأخيرة.

مختصون اجتماعيون قالوا لوكالة "خبر"، إن أحد أسباب حالات الانتحار وارتكاب جرائم القتل، ترجع إلى عديد أسباب، أبرزها الضغوط النفسية التي يعاني منها الفرد.

واعتبرت تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي شهدتها البلاد، خلال السنوات السبع الأخيرة، عاملا أساسيا في زيادة التوتر والضغوط عند الفرد، بعد أن امتنع الحوثيون عن تسليم مرتبات الموظفين وتسريح آلاف آخرين من وظائفهم العسكرية والمدنية لاعتبارات طائفية، في حين لم تنضبط الحكومة اليمنية في المناطق المحررة بصرف المرتبات بصورة شهرية، علاوة على تردي الخدمات وتدهور قيمة العملة الوطنية وغيرها.

كما أن غياب الوازع الديني، وحالة الفلتان الأمني التي تشهدها معظم المحافظات، لعبا دورا مهما في تزايد عمليات القتل التي تشهدها البلاد مؤخرا.
في السياق، سجلت العاصمة صنعاء ومحافظة المحويت الخاضعتان لسيطرة المليشيا الحوثية (شمال وغربي البلاد)، آخر حادثتي انتحار، خلال 48 ساعة، ضحيتهما طالبان.

وبحسب مصادر محلية، أقدم يوم الاثنين 7 فبراير 2022، أحد طلاب كلية الهندسة، بجامعة صنعاء على الانتحار بجانب موقف السيارات للكلية داخل الحرم الجامعي، وسط ظروف غامضة.

ويوم الأحد، أقدم الطالب زكريا السعيدي، على الانتحار شنقًا، في محافظة المحويت، بعد رفضت المليشيا قبول عودته إلى المدرسة التي طرد منها، بسبب عدم تسديده ما يسمى بالاشتراك الشهري، والمقدر بنحو 2000 ريال.

ولتغطية المليشيا الحوثية على جريمتها التي دفعت الطفل على ارتكابها زعمت أنه انتحر بعد أن رفض والداه ذهابه معهما إلى صنعاء، مرجعة ذلك إلى ما أسمته بـ”التأثر بالمسلسلات التلفزيونية غير المناسبة مع أعمار الأطفال ومحتواها”.
قاتل "طفله"

وفي محافظتي الضالع وأبين الواقعتين في نطاق الحكومة الشرعية، سُجّلت عمليتا قتل إحداهما نفذها الأب بحق طفله، والأخرى نفذها الابن بحق والده.

ووفقا لمصادر محلية بالضالع، أقدم مواطن يدعى (ح. ع. م) يوم الخميس الماضي، على قتل طفله البالغ من العمر (3 سنوات)، ذبحاً بآلة حادة "شريم" في أحد الحقول الزراعية في قرية "لكمة لشعوب" التابعة لمديرية الحصين.

وذكرت المصادر، أن عدداً من الأهالي هرعوا إلى مكان الجريمة بعد أن عثر أحدهم على جثة الطفل وقاموا بنقلها إلى ثلاجة أحد مشافي المدينة.

وبينما أرجع الأب أسباب جريمته إلى خلافات بينه وزوجته بعد أن رفضت العودة إلى المنزل، ما دفعه إلى ذبح طفله نكاية بها. أرجعها مراقبون إلى حالة الفلتان الأمني وغياب الرادع سيما وقد تكررت في مراحل متفرقة، لم يمر شهود جريمة مماثلة سوى 24 ساعة فقط سجلتها محافظة أبين إلا أن الضحية فيها كان الأب.
 
قاتل والده

وتفيد مصادر محلية، في مدينة زنجبار مركز المحافظة، أن الحاج "سالم جابر العبيدي"، وهو رجل سبعيني، من أهالي منطقة الكود قُتل طعناً على يد نجله (ع) (33 عاماً).

وذكرت المصادر، أن الجاني وهو من المتشددين دينياً - يرجح بانتمائه لتنظيم أنصار الشريعة (الاسم الذي يتخذه تنظيم القاعدة وسماً له في اليمن) - سدد طعنات من آلة حادة "سكين" على أجزاء متفرقة من جسد والده بالقرب من منزلهم ليفارق الحياة على الفور، وهو ما أقر به الجاني.

وتزايدت في الخمس السنوات الأخيرة، جرائم التعذيب الوحشي والقتل الأسرية التي يرتكبها آباء بحق أطفالهم وأفراد بحق أشقائهم وأسرهم وأقاربهم جراء الحرب والضغوط النفسية الناتجة عنها نظراً للظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها أغلب الأسر اليمنية.