"نار غامضة تحت سطح البحر".. الحقيقة أبسط مما يظن كثيرون
ظهر على صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، بلغات عدّة، فيديو يُظهر ناراً على سطح مياه بحر، قيل إنها ظاهرة غامضة أو انفجار بركان تحت الماء.
ويظهر في الفيديو ما يبدو أنها نار مشتعلة على سطح ماء البحر على بعد بضع أمتار من الشاطئ.
لكن الادعائين خطأ، والفيديو يُظهر في الحقيقة وقوداً يحترق في ما يمكن أن يكون انفجار أنبوب نفط تحت الماء أو تسرّب نفطيّ.
وجاء في التعليقات المرافقة أن النار اشتعلت في البحر "من دون سبب"، فيما ذهبت منشورات أخرى للحديث عن "بركان تحت الماء".
لكن ما يظهر في الفيديو ليس ناراً غامضة ولا ناراً سببها بركان تحت البحر، فقد أظهر التفتيش على محرّكات البحث عن صور ثابتة من الفيديو أنه منشور على مواقع إخباريّة عدّة في نيجيريا، ومنشور أيضاً على موقع يوتيوب على قناة تابعة لصحيفة "بونش"، وهي واحدة من أكثر الصحف النيجيريّة انتشاراً.
وبحسب هذه المواقع الناشرة، صُوّر الفيديو على شاطئ إيلاش في ولاية لاغوس في جنوب غرب نيجيريا.
وأشارت بعض التعليقات في هذه المواقع إلى أن الفيديو يصوّر اشتعال أنبوب للنفط تحت الماء.
وإذا كانت المصادر الرسميّة النيجيرية لم تتحدث عن هذا الحريق، إلا أن صحفيين مقيمين في المنطقة أبلغوا وكالة فرانس برس أنهم بالفعل علموا بانفجار أنبوب نفط تحت البحر في تلك المنطقة في تلك الآونة.
ماذا يقول الخبراء؟إثر ذلك، تواصل صحفيو فرانس برس مع ثلاثة خبراء في علوم البراكين ومع متخصصة في فيزياء الأرض (جيوفيزياء)، واستبعدوا جميعاً فرضيّة ثوران بركاني تحت الأرض أو ما تردّد من فرضيات غريبة. ورجّحوا جميعاً أن يكون هذا الحريق ناجماً عن اشتعال وقود، وليس ظاهرة طبيعيّة.
فانفجار البراكين في الماء يترافق مع انبعاث حمم وبخار كثيف، وينبغي إذاً أن يكون لون الدخان المنبعث أبيض، أما اللون المرئيّ في الفيديو فهو أسود يدلّ على احتراق وقود، بحسب بونوا سميتس عالم البراكين في المتحف الملكي لأفريقيا الوسطى في ترفورين في بلجيكا.
من جهة أخرى، لا يمكن مشاهدة أي انفجارات حتى وإن كانت صغيرة، وهذا العنصر أيضاً يثبت أن الحريق ناجم عن اشتعال وقود وليس عن انفجار بركاني، بحسب روبرتو سولبيزيو الأستاذ في كلية علوم الأرض في جامعة باري الإيطاليّة والأمين العام للجمعيّة الدولية لعلوم البراكين.
وأجمع الخبراء، الذين استطلعت فرانس برس، آراءهم على أن الحريق ناجم عن اشتعال وقود على سطح الماء، مما يُرجّح أن يكون بسبب تسرّب أو بعد انفجار أنبوب نفط.