كيف ومتى ومن أين حصل الحوثيون على صواريخ باليستية؟

حتى بعد إطلاق الصواريخ باتجاه عاصمة المملكة العربية السعودية، يبقى منشأ ترسانة الحوثيين الصاروخية محل نزاع. لكن بيتر وايزمان، كبير الباحثين في برنامج "سيبري" للأسلحة والنفقات العسكرية في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، يؤكد في حوار مع قناة DW الألمانية أن هذه الصواريخ التي يطلقها الحوثيون باتجاه السعودية لم تكن على الأرجح موجودة في اليمن قبل الحرب.

قناة DW الالمانية: زعم الحوثيون أنهم أطلقوا صاروخا باليستيا باتجاه الرياض يوم الثلاثاء. من أين حصلوا على هذه التكنولوجيا العسكرية؟

بيتر وايزمان: ما زلنا غير متأكدين تماما من ذلك. ويبدو أن الصواريخ التي استخدمت هي من النوع الذي لم يكن معروفا من قبل في ترسانات اليمن قبل اندلاع الصراع الحالي. من المعروف أن الحكومة اليمنية السابقة استثمرت في أنواع مختلفة من الصواريخ الباليستية.

على سبيل المثال، تم شراء البعض من كوريا الشمالية، قبل حوالي 15 سنة أو نحو ذلك. لكنها ليست تلك الصواريخ التي تستخدم في الوقت الحالي. وتظهر الصور والمعلومات التي لدينا أن هذا نوع مختلف من الصواريخ.

لقد قدمت الحكومة السعودية المدعومة من الولايات المتحدة أدلة واضحة جداً بأن إيران زودت الحوثيين بالصواريخ أو على الأقل ساعدتهم في بناء صواريخ في اليمن. لكن المشكلة تكمن في أنه على الرغم من أن الأدلة التي يقدمونها مقنعة تماماً، ما زلنا نرغب في الحصول على تقييم أكثر حيادية - وهو تقييم لا يتم إجراؤه من قبل بلد ما على خلاف كبير مع إيران.

نود الحصول على مزيد من المعلومات لنكون قادرين على تحديد مصدر هذه الصواريخ. واضح جدا أنها ليست مصنوعة في اليمن. لكن متى، وكيف، وكم عددها.. لا يزال غير مؤكد، على الرغم من وجود العديد من الأسباب لتوجيه أصابع الاتهام إلى إيران.

يجب أن يأتي التأكيد النهائي على ذلك من مجموعة أكثر حيادية، والتي لديها إمكانية الوصول إلى المواد ويمكنها إجراء تقييم مناسب هناك.

قناة DW الألمانية: هل يستطيع الحوثيون الوصول إلى صواريخ بعيدة المدى؟

بيتر وايزمان: سيكون من غير المحتمل تماماً أن يحصلوا على صواريخ بعيدة المدى، لأن هذا النوع من التكنولوجيا غير متوفر على الأرجح. إيران فقط من تستطيع الحصول عليها.

ما يفعله الحوثيون الآن، على الأقل من وجهة نظرهم، هو الانتقام من المملكة العربية السعودية. إنه نوع من العمل المتبادل ولا أجد سبب احتياجهم للصواريخ التي تصل إلى أبعد من الرياض.

قناة DW الالمانية: هل يمكن أن يؤدي تقييد الوصول إلى الأسلحة إلى تخفيف حدة التوتر؟

بيتر وايزمان: لا تقتصر المسألة في الوقت الحالي على الوصول إلى الأسلحة بالضرورة. يتعلق الأمر بكيفية مهاجمة الحوثيين والسعوديين لبعضهم البعض بطرق تجعل السكان المدنيين يعانون بشكل كبير. هذا هو حقا ما ينبغي التركيز عليه.

لا ينبغي على الحوثيين استخدام الصواريخ ضد الرياض، وهذا واضح وكذلك بالنسبة للسعودية. أعتقد أن هذه هي القضية الحقيقية: كيف يمكن للجانبين أن يجتمعا وكيف يمكن للدول الأخرى محاولة الضغط على كلا الجانبين للجلوس على طاولة المفاوضات.